Loe raamatut: «مفتون السيدة إليانا»
مفتون السيدة إليانا
هذا عمل خيالي. الأسماء والشخصيات والمنظمات والأماكن والأحداث إما أن تكون نتاج خيال المؤلف أو تم استخدامها بشكل خيالي.
حقوق الطبع والنشر © 2016 أماندا مارييل
كافة الحقوق محفوظة.
لا يجوز نسخ أي جزء من هذا المنشور، أو تخزينه في نظام لاسترجاع المعلومات، أو نقله بأية صورة أو وسيلة، سواءً كانت إلكترونية أو ميكانيكية أو النسخ الضوئي أو التسجيل على أشرطة أو خلاف ذلك، دون الحصول على موافقة خطية مسبقة بذلك.
تم النشر من قبل بروك ريدج للطباعة
قائمة المحتويات
غلاف الكتاب
صفحة حقوق النشر
الإهداء
الإهداء
إلى بريان، أنت سعادتي الدائمة، قلبي وروحي. شكراً لأنك أثبت لي أن الحب الحقيقي ما يزال موجوداً.
مؤلفات أخرى لأماندا مارييل
سلسلة السيدات والأوغاد
المساعي الفاضحة
النوايا الفاضحة
الخلاص الفاضح
قريباً ضمن سلسلة السيدات والأوغاد
الخجل الفاضح
سلسلة الحب الأسطوري
مفتونة الإيرل
مفتونة القبطان
مفتون السيدة إليانا
سلسلة مبدأ السيدة آرتشر
ثيودورا (كريستينا ماكنايت تكتب مع أماندا مارييل)
قريباً ضمن سلسلة مبدأ السيدة آرتشر
جورجينا (أماندا مارييل تكتب مع كريستينا ماكنايت)
العناوين المنفردة
إرث الحب
مرتبط بقبلة
كيف تقبّل محتالاً (أماندا مارييل)
قبلة في زمن الميلاد (كريستينا ماكنايت)
قبلة الميلاد الخجولة (داون براور)
المجموعات والمختارات
يمكنك زيارة www.amandamariel.com لتتعرف على ما تعرضه أماندا حالياً
تمهيد
انكلترا، 1812
نادت خادمة السيدة إليانا "هناك عربة قادمة".
ابتلعت إليانا غصتها. لابد أن ابن عمها البعيد إيرل بيركلي السابع قد وصل. صلّت أن يكون الإيرل الجديد رجلاً لطيفاً، لأنه إن لم يكن كذلك ... ارتجفت، رافضةً الاستمرار في هذا النوع من التفكير. كانت قد سئمت من الحالة التي وصلت إليها.
وقلبها ما يزال مثقلاً بالحزن بعد وفاة والدها. كان قد دُفن منذ أقل من أسبوع فقط والآن يصل هذا الغريب للمطالبة بكل ما يخصه. من المؤلم لها أن تشاهد منزل أسرتها، وكل ما عمل والدها من أجله، يتم تسليمه إلى أحد الأقرباء الذي لم تكن تعلم بوجوده حتى. ومع ذلك، لم يكن هناك شيء يمكنها القيام به لتغيير الوضع.
وضعت حجاب الحداد على وجهها قبل أن تقف في البهو الكبير لمنزل عائلتها الريفي في كينت. وبينما ترتّب تنورتها، لم تستطع إلا أن تلاحظ كم كان الثوب الأسود وملحقاته يطابقان حالتها المزاجية. يمكن للإيرل أن يطالب بحرمانها من الميراث - ويرمي بها إلى الشارع دون أن يكون لها مكانٌ تلجأ إليه، إذا رأى ذلك مناسباً. حاولت أن تسيطر على ذعرها وتدفع به بعيداً. لم يكن هذا الوقت المناسب لتستسلم لمخاوفها. أومأت بإيماءةٍ صغيرة للخادم ليسمح لابن عمها بالدخول.
فتح الخادم الباب الثقيل المصنوع من البلوط ومشى رجل طويل القامة ذو شعر قاتم السواد في البهو على عجل قبل أن يتوقف أمامها. من خلال نسيج حجابها التقت عيناها بعينيه البندقيتين، قبل أن تنحني له بأدب.
قال الرجل بصوتٍ خافت "لابد أنكِ إليانا".
هزت برودةٌ أسفل عمودها الفقري حين خاطبها. لقد امتنع عن مخاطبتها بلقبها بالشكل الصحيح كسيدة. سوّت كتفيها، على أمل أن يكون سهواً غير مقصود. "مرحبا بك، سيدي أنا بالفعل السيدة إليانا. "
ابتسـم بتكلف قائلاً "إنه لمن دواعي سروري أن ألتقي بكِ، ابنة عمي."
ردّت "نحن بالمثل يا سيدي. قبل أن أتركك لتستقر، هل هناك أي شيء يمكنني أن افعله لأجلك؟"
عبر رجلان يرتديان زياً خاصاً البهو وهما يحملان صندوقًا كبيرًا. لا شك أنهما يتوجهان نحو حجرة والدها بأشياء الإيرل الجديدة. اغرورقت عيناها بالدموع لكنها لم تسمح لها بالسقوط. الرجوع إلى الماضي لن يفيدها بشيءٍ الآن. لقد رحل والدها ولن يعود أبدًا، والانغماس في الماضي الآن لن يسبب إلا المزيد من وجع القلب. يجب عليها ببساطة أن تتقبل الإيرل الجديد وأن تجعله موضع ترحيب قدر الإمكان. الحل البديل لرميها خارج منزلها دون أن يكون لها الحق بالمطالبة بأي شيء هو أن تكون مضيفة مهذبة.
أجاب "لن يكون ذلك ضروريا. على كل حال، أود الجلوس معكِ. بمجرد أن تتاح لي الفرصة لاستعادة نشاطي، هذا هو الأمر ".
"نعم، سيدي."
خطا خطوةً نحو الدرج. "انتظريني في المكتب، إليانا". دون انتظار ردها أو تأكيدها على الأمر، غادر المكان.
ضغطت يديها على تنورتها في محاولة منها لمنعهما من الارتجاف. بدا لطيفا بما فيه الكفاية. ربما كل شيء سيكون على ما يرام. ومع ذلك، فإن الطريقة التي رفض بها أن يخاطبها كسيدة جعلتها غير مرتاحة. لماذا قد يتجاهل شخصٌ ما اللياقة بهذه الطريقة؟ لعل العلاقة الأسرية بينهما أو حقيقة أنه ورث كل شيء وهو يعرف أنها تعتمد على كرمه كلياً جعلته يعتقد أن لديه الحق في مخاطبتها بشكل غير رسمي.
مشت إليانا بتمهل باتجاه المكتب دون الحاجة للإسراع في الوصول، فسيستغرق اللورد بيركلي بعضاً من الوقت ليغتسل من غبار السفر ويغير ملابسه. ابتلعت غصتها حين عاودتها الدموع مرة أخرى. كان لورد بيركلي والدها، وليس هذا الغريب. بدا لها من قلة الاحترام مخاطبة شخص آخر بلقب والدها. كيف ستتمكن من التأقلم مع وضعها الجديد؟
دخلَت المكتب واتجهت لتقف بجانب مكتب والدها— لا، بل مكتب ابن عمها الآن. هل من الممكن أن تعتاد على وجود شخصٍ آخر غير والدها يحصل على لقبه وممتلكاته؟ وبينما اتكأت بِوِركها على حافة المكتب، بدأت تحدّق بالصور المصفوفة على رف الموقد. صورةٌ بإطارٍ مذهّب لها هي والماما وصورة لها مع والديها وقد جلسا يحدقان بها بشكل واضح. أغلقت عينيها أمام هجمة الحزن التي اجتاحتها. قريباً سيتم استبدال هذه الصور بأخرى لعائلة ابن عمها.
"تفضلي بالجلوس."
فتحت عينيها فجأةً عندما قاطعها. قالت وهي تقف لتتجه إلى كرسي ذو ظهر مرتفع "لقد كان ذلك سريعاً إلى حدٍ ما"
لم يكن بإمكان اللورد بيركلي القيام بأكثر من تغيير معطفه وغسل وجهه. كانت تتوقع أن تحظى بالمزيد من الوقت لتستجمع شجاعتها وتسيطر على عواطفها.
بخطواتٍ طويلةٍ وواثقة، مشى باتجاه المكتب قبل أن ينحني بنفسه ليجلس في كرسي الوالد، ويسند مرفقيه على السطح المصقول لمكتب خشب الماهوغني كما لو أنه لطالما تعود الجلوس عليه ولطالما كان ملكه.
تغاضت إليانا بغصة عن تعامله غير الرسمي مع أشياء والدها. كل مقتنيات والدها هي الآن ملك ابن عمها ليفعل بها ما يشاء. التقت عيناها بعينيه، وهو يبدي ابتسامة خفيفة كانت تأمل أن تكون ابتسامةً ودية.
"لم يرَ والدكِ من المناسب أن يترك لكِ مخصصات مالية." انحنى إلى الأمام، ونظرته المحدّقة تحتوي نظرتها. "ما يعني أن مستقبلك بين يديّ."
أطرقت إليانا برأسها، دافعةً الذعر الذي كان يخز الجزء الخلفي من دماغها. "أخشى أن ذلك صحيح، يا سيدي."
كان الوالد قد توفي بشكلٍ مفاجئ في طريق عودته إلى البيت من عمل تجاري كان يقوم به. كان بصحة جيدة ولا يزال شاباً في السادسة والثلاثين من العمر، جرّاء اعتلالٍ في القلب، وفقاً للطبيب المحلي.
ليس هناك سبب يدعو للتشكيك في وفاة الأب. ومع وفاة أمها المفاجئ، كانت تعتقد أنه كان ينبغي له أن يفكر بما قد يحدث لها بعد وفاته.
"أفكر في ارسالكِ إلى الدير." نظر إليها والازدراء في ملامحه.
أحست بالغثيان وهي تحاول جاهدةً أن تتماسك في مقعدها. دير؟ كيف أمكنه أن يفكر بإرسالها إلى مكانٍ كهذا؟ لقد كانت سيدة، وابنة إيرل. كانت تستحق أن يكون لها الحق باختيار زوج — لتعيش حياتها. "سيدي —"
"ولكن..." لوّح بيده في الهواء رافضاً سماع كلماتها. "أقنعتني زوجتي، السيدة بيركلي، أن أترك لكِ الخيار بتقرير مصيرك."
مع ذعر إليانا، اتسعت عيناها فجأة لتطغى على دهشتها ربما تصبحان صديقتان هي وزوجته. لم تحظَ بصديقة حقيقية خلال سنواتها السبع عشرة — ليس سيدات أخريات بالتأكيد. كان والدها منعزلاً يتركها مع أولاد الخدم فقط ليكونوا رفاقها في اللعب.
"هل رغبتك هي البقاء هنا في كريستال كورت؟" ضاقت عيناه.
ابتسمَت ابتسامةً صادقة. "إنها رغبة قلبي."
"حسناً. ستصل السيدة بيركلي مع أولادنا خلال أسبوع من الآن. حتى ذلك الحين، يمكنكِ الاستمرار في فترة الحداد —"
"اعذر وقاحتي، يا سيدي، ولكن والدي قد توفيَ منذ أسبوعين فقط. لا أستطيع انهاء الحداد بهذه السرعة." عضت على شفتيها، وقطعت حديثها عندما تلون وجهه باللون القرمزي.
"ستفعلين كما أقول أو يمكنكِ التوجه إلى الدير. هل هذا واضح، إليانا؟"
قسوة كلماته سببت قشعريرة في ذراعيها. "نعم، سيدي. أرجوكَ تقبّل اعتذاري."
"لا تدعي هذه الأمر يحدث مرة أخرى."
أومأت برأسها، ثم التقت بنظرته على الرغم من توترها المتزايد.
"بمجرد وصول عائلتي، ستتم إزالة كل مظاهر الحداد بما في ذلك فساتين الحداد خاصتكِ. لا أريدكِ أن تكوني مثل شبحٍ حزين يخيف أطفالي."
"فهمت."
"وطالما تعيشين هنا تحت هذا السقف، تحت حمايتي، سيكون عليكِ أن تكسبي ثمن بقائكِ هنا عن طريق خدمة عائلتي. سوف تعطيكِ السيدة بيركلي التعليمات عند وصولها." وقف ولكن دون أن يصرف انتباهه عنها. "يمككِ الانصراف."
أملها بالتقرب من السيدة قد تحطم. تجاهلت إليانا الشعور بالضيق الذي اجتاحها. مهما كان الذي يفكر به من أجلها لن يكون أسوأ من الذهاب إلى الدير. على الأقل، ما تزال لديها الفرصة لتحظى يوماً ما بعائلتها الخاصة. بغض النظر عن ذلك، لم تستطع أن تتخيل نفسها تترك منزلها، وتخلت عن تفكيرها بفرصة للزواج. لم يبقَ لها خيارٌ آخر. عليها أن تقبل ابن عمها كإيرل جديد وأن تتبع إملاءاته — في الوقت الحالي على الأقل.
نظرت إليانا إلى ابن عمها مرة أخرى قبل أن تغادر. كانت تتمنى لو أنها تعلم المزيد عنه — لتفهم لماذا يعاملها بهذه الطريقة. هل كان الوالد يعلم شيئاً عن الرجل؟ بالتأكيد لا، لأنه لو كان يعلم، كان سيفكر بمستقبلها بدل تركها تحت رحمته هكذا.
الفصل الأول
انكلترا، 1817
"تعال هنا ديفل." انحنت إليانا لتطارد قط السيدة بيركلي المتوحش.
أجاب الحيوان بتثبيت أذنيه السوداوين إلى الوراء واصدار صوت مواءٍ عميق.
عدّلت إليانا من قبضتها له لضمان عدم خدشها من قبل ذلك المخلوق. "انت تعلم أنكَ لا تنتمي إلى هذه المكان." حاولت أن تتفاهم مع القط الذي كان يقاوم ويهسهس أكثر وأكثر. سيكون عليها أن تتستر على الأمر إذا حدث شيءٌ للحيوان.
على مدى السنوات الخمس الماضية، كانت تقوم إليانا برعاية القطط الجامحة، بالإضافة إلى كونها المربية لأولاد ابن عمها، السيدة كارولين، واللورد هدسون. في بعض الأحيان، كان يُطلب منها أن تقوم بالخدمة بطرق أخرى، سواء كان ذلك أن تعمل كخياطة، أو خادمة للسيدات، أو ممرضة. لا يمكن للمرء أبداً أن يخمن رغبات السيدة بيركلي.
"إليانا"
أشاحت بنظرها بعيداً عن القط لتجد صديقتها آنّا، إحدى خادمات عائلة بيركلي، تقف في المدخل.
"طلبت السيدة بيركلي حضوركِ أعلى الدرج. إنها تنتظركِ في قاعة الاستقبال الخاصة بها."
"لا أجرؤ على تخيل ما الذي ستطلبه مني اليوم." تنهدت إليانا.
ابتسمت آنّا ابتسامة باهتة. "قد يساعدكِ قليلاً، أن تعلمي أن السيدة في حالة معنوية عالية."
أجابت إليانا ساخرةً "إليانا أصلحي الفستان النهاري للسيدة كلوديا، أزيلي الغبار عن صور العائلة في المكتبة، أطعمي ديفل، أعيدي هذا أو ذاك. ومع ذلك، ينبغي لي ألا أشكو. لقد آوتني عائلة بيركلي للسنوات الخمس الماضية."
تجهمت آنّا. "لديكِ كل ما يدعو للشكوى من معاملتهم لكِ، أنتِ سيدة، من أقاربهم، ويجب معاملتكِ على هذه الأساس."
"اصمتي، آنّا. قالت إليانا بنبرة صوتٍ منخفضة "ستتسببين بالمشاكل لكلتينا لقولكِ مثل هذا الكلام.
قالت آنّا وهي تتجه نحو درج الخدم "تجرأي أن تحلمي، إيلي"
أصدر القط المتوحش هسهسةً أخرى حين كانت إليانا تصعد الدرج. تجاهلت الحيوان وتابعت طريقها مع كلمات آنّا ترن في رأسها. تجرأي أن تحلمي. لقد فعلت هذا الشيء مرة من المرات. حلمت بالعثور على زوج، وبالحصول على عائلة خاصة بها. تخيلت نفسها وقد ارتدت مرة أخرى ما اعتادت السيدة إليانا ارتداءه، والتمتع بمزايا النبلاء.
كم من رائع الرقص طوال الليل. وسماع الإطراءات وتبادل الضحكات مع السيدات واللوردات الآخرين. توقفت في نهاية الممر الطويل الذي يؤدي إلى غرفة استقبال السيدة بيركلي ووضعت ديفل على الأرض. انطلق القط باتجاه سيدته وتبعته إليانا.
بعد أن تولى ابن عمها وعائلته الأرلية، أصبحت هي وآنّا مقربتين جداً — مثل أختين. عملت آنّا كخادمة سيدة لإليانا قبل وفاة والدها. كانت تعرف من كانت إليانا حقيقةً وما الذي حصل لها. كانتا تقضيان ساعاتٍ طويلة وهما تتحدثان وتحلمان معاً منذ ذلك الحين.
توقفت إليانا خارج غرفة الاستقبال ونقرت بخفة على الباب.
"ادخل" قالت السيدة بيركلي.
خطت إليانا إلى الداخل وانحنت باحترام. "سيدتي." استقامت بوقفتها حين التقت عيناها بعينيّ السيدة بيركلي.
––––––––
"قررنا أنا واللورد بيركلي أن نستضيف حفلة منزلية كجزء من تقديم* السيدة كارولين، لقاء غير رسمي قبل الموسم الرسمي. على الرغم من أنكِ لم تحظِ يوماً بموسمكِ الخاص، إلا أنه لا يفوتني أنكِ قد تربيتي كسيدة. دروس ستقومين بتمريرها للسيدة كارولين حيث ستكون مهمتك القيام بتحضيرها لهذا الحدث.
"حسناً." قالت إليانا متجاهلةً الألم الذي كان يعتصر قلبها. كانت السيدة كارولين تستحق أن يقام لها حفل تقديم، وستقوم إليانا بكل ما بوسعها لتُنجح هذا الأمر. ومع ذلك، لم تستطع أن تمنع نفسها من الحزن على فقدانها لفرصها الخاصة لذلك. الشيء الذي انتزعه منها ابن عمها وزوجته.
"تحتاج السيدة كارولين لدروس في السلوك. يجب أن تكون بارعة في الأساليب العصرية. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تحصل على بعض الفساتين الجديدة." انحنت السيدة بيركلي لتضرب ظهر ديفل. "لا أريد لابنتي أن تبدو حمقاء."
"بالطبع لا، سيدتي."
يتم تجهيز عربة في هذه اللحظة بالذات، وتم اصدار التعليمات للسيدة كارولين لتتواجد في البهو من الآن وصاعداً. سترافقينها إلى لندن لرؤية خياّطةٍ هناك لتخيط لها فساتينها. نظراً لإصابتي الأخيرة، لن أكون قادرة على الذهاب بنفسي. ولكن بكل الأحول فالسائق والخادم يعرفان الاتجاهات وسيوصلانكما إلى العنوان"
نظرت إليانا إلى تنورة الكونتسية حيث تخفي ساقاها. كانت قد انزلقت على أرضٍ رطبة منذ ثلاثة أيامٍ مضت، والتوى كاحلها جراء ذلك. تم على الفور طرد الخادمة التي كانت تقوم بالتنظيف — لا يهم أنها كانت تتبع الأوامر فقط. كان كل ما يهم هو استياء الكونتيسة لإصابتها.
"وقد تواصلتُ مع الخياطة بنفسي لطلب الفساتين المناسبة. كل ما عليكِ فعله هو القيام بمرافقة السيدة كارولين."
"حسناً." انحنت إليانا احتراماً مرة أخرى قبل أن تستدير لتهم بالمغادرة. على الأقل، في لندن لن تحتاج أن تقضي وقتها مع السيدة بيركلي أو وحشها الصغير الغادر. والسيدة كارولين، ومع كثرة مطالبها ودلالها، كانت تعامل إليانا ببعض الاحترام — أكثر مما يمكن قوله عن ابن عمها وزوجته. ربما كان الأمر نابعاً من كونها تعرف من كانت إليانا حقاً.
"لا تستديري قبل أن يُسمح لكِ بالانصراف."
صوت السيدة بيركلي ضغط على أعصابها. عادت أليانا واستدارت لتكون في مواجهتها. "تقبّلي اعتذاري."
"جهّز اللورد بيركلي الغرف في كلاريندون. عليكِ البقاء هناك حتى تنتهي الخيّاطة من جميع التجهيزات لخزانة ملابس السيدة كارولين الجديدة."
أومأت إليانا.
"أحذركِ من القيام بأي شيء طائش خلال تواجدكِ في لندن، يا فتاة." أشّرت السيدة بيركلي بيدها باتجاه الباب. "يمككِ الانصراف."
انصرفت إليانا. لم تشعر بحاجة لتسأل شيئاً بعد الشرح عن مضمون اصطحابها للسيدة بيريكلي الذي كان جيداً جداً. السيدة إليانا لم تعد موجودة. كانت موجودة فقط كخادمة للإيرل السابع لبيركلي وعائلته. لن ينتبه إليها أحد في أي حال من الأحوال. لن تكون أبداً جزءاً من المجتمع. كان والدها منعزلاً، وهي كانت مجرد فتاة فقدت نصيبها في هذه الحياة.
* تقديم الفتاة في موسمها كان أمراً شائعاً في القرن التاسع عشر في إنكلترا، حيث يتم تقديم سيدة شابة إلى المجتمع رسميًا لأول مرة بحيث يقصد به أن الفتاة قد أصبحت متاحة للزواج. كان "الموسم" يمتد لعدة أشهر عندما تجتمع معظم عائلات النبلاء في لندن. تقام عادةً الكثير من الحفلات والحفلات الراقصة وغيرها من الأحداث خلال الموسم، وكان الغرض الرئيسي للسيدة الشابة هو العثور على زوج.
الفصل الثاني
تبين أن لندن كانت أكثر استحواذاً مما ظنته إليانا. كانت إليانا قد وصلت مع السيدة كارولين منذ أسبوعٍ مضى، وقد أمضتا معظم وقتهما إما لدى الخياطة أو تتسوقان من شارع بوند. كان من الجيد أن السيدة كارولين كانت تعرف الطرقات في المدينة. ولو تُركت إليانا لوحدها هنا، بالتأكيد كانت سوف تتوه. جاءت إلى لندن مرة واحدة عندما كانت صغيرة، والآن لا يمكنها أن تتذكر الكثير عن تلك التجربة.
نظرت إليانا إلى السيدة كارولين. كانت تقف على منصة مع ياردات طويلة من الساتان الأبيض مثنية ومثبتة عليها. كان على إليانا أن تعترف أنها كانت تبدو مثل طيفٍ أبيض. مما جعل سواد شعرها أكثر بروزاً وزاد من حدة عينيها. كانت منحنيات جسدها تبدو أكثر بروزاً من المألوف، ولم يكن لونها من اللون الماسي الصافي — ولكن رغم ذلك، كان من غير المنصف أن يقال أن الفتاة لم تكن جذابة. كانت متأكدة من قدرتها على لفت انتباه الرجال.
هل ستبدو إليانا جذابة بالأبيض؟ لقد مرت سنوات منذ أن ارتدت أي ألوان أخرى غير ألوان خدم العائلة الأخضر والذهبي. كانت ثيابها عصرية بما يكفي، لأن السيدة بيركلي ما كانت لتسمح لأحدٍ في المنزل أن يلبس طرازاً قديماً، ولكن كانت الملابس جميعها بنفس اللون، والأسلوب والموديل.
"أكاد أنتهي." غرزت الخياطة دبوساً آخر في حاشية الفستان.
قالت السيدة كارولين محولةً انتباهها إلى إليانا. "أودّ أن أتنزه في هايد بارك بعد أن أنتهي من قياس ملابسي."
جال تنبيه السيدة كارولين في رأس إليانا. قد يبدو التنزه في الحديقة العامة نوعاً من الحماقة أو الطيش. بقي احتمالٌ ضئيل بأنها قد تلفت انتباه أحدٌ ما إليها. طردت الفكرة من رأسها. لا بد أن كل من في لندن قد نسي أمرها منذ سنين مضت — لم تكن معروفة بالنسبة لهم ليبدأوا معها أي شيء. بغض النظر، فالسيدة كارولين سوف تنفجر من الغضب إن لم تنفذ إليانا رغبتها. أجابت إليانا "زيارة إلى الحديقة تبدو أمراً جميلاً."
ابتسمت السيدة كارولين ابتسامةً عريضة قبل أن تلتفت للخياطة. "أسرعي. الساعة الملائمة للذهاب أصبحت وشيكة، ولا أريد أن أضيعها في هذا المتجر.
أحست إليانا بالإحراج من قلة تهذيبها. لقد فعلت كل ما كان بوسعها خلال السنوات الماضية لغرس السلوك السليم في تصرفات الأولاد. هودسون، أخ السيدة كارولين، استجاب للدروس بشكلٍ جيد. لسوء الحظ، فقد أخذت السيدة كارولين الكثير من شخصية والدتها التي تفتقر إلى التهذيب. ورغم ذلك، فقد أظهرت السيدة كارولين في أكثر من مناسبة أنها تمتلك القدرة على التصرف الذي يليق بسيدة محترمة. للأسف، نادراً ما تظهر هذا الجانب لمن هم أقل منها مكانةً.
استقامت الخياطة وخطت بضع خطواتٍ إلى الوراء لتنظر إلى عملها الإبداعي "بالطبع لا، سيدتي، لدي كل ما أحتاجه. اسمحي لي أن اساعدكِ في تبديل ملابسك."
"هل ستحتاج السيدة كارولين لزيارة أخرى؟" سألت إليانا، وتمنت في نفسها أن يكون الجواب نعم. لم تكن ترغب بالعودة إلى كريستال كورت قريباً، المكان الذي في يومٍ من الأيام لم تكن تحلم بمغادرته، ولكن بسبب سيطرة السيدة بيركلي تغير شعورها تجاه المنزل.
"مرة واحدة بعد لضمان أن كل شيء مجهّز بشكل مناسب، هل صباح الغد وقتاً مناسباً؟ لنقل، حوالي العاشرة؟" وجّهت الخياطة سؤالها للسيدة كارولين التي أومأت برأسها موافقة.
أحست إليانا بالغثيان في معدتها. لن يكون هناك خيار سوى العودة إلى ملكية بيركلي في الغد. نهضت من مقعدها بينما ساعدت الخياطة السيدة كارولين على ارتداء فستانها. لم يتبقى سوى أن تتمتع بهذا اليوم — وقد عقدت العزم على فعل ذلك.
في وقت قصير، أوصلهم الحوذي إلى هايد بارك. غادرت العربة السيدة كارولين أولاً وأمرت السائق أن يبقى حيث هو قبل أن تستدير باتجاه باب العربة المفتوح.
خرجت إليانا من الجهة الآمنة من العربة. كان هناك الكثير من السيدات والسادة، يتمشون، أو يقودون عرباتهم، أو يركبون الأحصنة. أحست بتلبك مزعج في معدتها. ربما كان هذا خطأ.
"هيا، إليانا، لا تتأخري." صرخت السيدة كارولين في وجهها. لقد أضعنا علينا الكثير ونحن عالقتان في محل الخياطة.
وضعت إليانا يدها على قبعتها لتتأكد أنها في الوضع الصحيح قبل أن تخطو أول خطوة في الهواء الطلق للحديقة. لم تكد قدميّ السيدة كارولين تطأ الأرض حتى انطلقت باتجاه منطقة عشبية مفتوحة. ابتلعت إليانا خوفها، مذكّرة نفسها بتصميمها على الاستمتاع بالنزهة، ثم تبعت السيدة. "سيدة كارولين، اسمحي لي أن أتمكن من اللحاق بكِ"
توقفت كارولين، والتفت إلى إليانا، والانزعاج بادٍ في عينيها. "أسرعي."
زادت إليانا من سرعة خطواتها قليلاً، لتصل إلى جانب السيدة كارولين مع ازدياد ضربات قلبها. أصبحت تخطو بمحاذاة السيدة. "هل هناك شيء على وجه الخصوص، ترغبين برؤيته أو المشاركة به بينما نحن هنا؟" كانت السيدة كارولين تبدو كأنها في مهمة من نوعٍ ما وتمنت إليانا أن تعرف لماذا.
"أريد ببساطة أن أرى وأن تتم رؤيتي." أمالت السيدة كارولين ذقنها قليلا. "الجميع يعلم أن هايد بارك هي المكان المناسب لذلك."
اختنقت إليانا بصمتها وحوّلت تركيزها إلى ما حولها. كان يوماً جميلاً. كانت الشمس تشع مشرقةً، والقليل من الغيوم الناعمة معلقة في السماء ونسيمٌ خفيف داعب تنورتها. كان كل شيء مثالياً ما عدا شيئاً واحداً — يبدو كأن نصف المدينة كان هنا.
"وووف - وووف."
التفتت إليانا باتجاه النباح متأخرة قليلاً لتستطيع انقاذ نفسها، حيث قفز كلب كبير ضارباً بمخالبه الكبيرة على خصرها. تعثرت إلى الخلف بطريقة لا تليق بسيدة قبل أن تقع على الأعشاب. ولكن الكلب لم يتوقف بل استمر بإحداث ضجة وهو ينبح ويلعق خديها.
ألقت بذراعيها على وجهها محاولةً استيعاب الوضع. ما الذي حدث؟ من أين جاء الكلب؟ وأين كان مالكه بحق السماء؟ قبل أن تفكر في السؤال الأخير أمسك بها شخص ذو عضلاتٍ قوية وأوقفها على قدميها. تلامس الجزء الخلفي من جسدها مع جدارٍ من العضلات فتجمدت في مكانها.
"يا الهي" صرخت السيدة كارولين. "سيطر على كلبك."
Tasuta katkend on lõppenud.