حقائق وهواجس

«من يتابع كتابات الدكتور صلاح الغزالي حرب يجد أنها تتسم بخصائص شديدة الوضوح على رأسها الصدق دون جدال، وهو يستمد من هذا الصدق جرأة واضحة على الإفصاح عما يؤمن به، أو يراه من سلبيات في جميع مناحي الحياة المصرية، وهو ما جعل كلماته ثقيلة في بعض الأحيان على من يخشون من كلمة الحق، كذلك تتسم كتاباته بالشمول، فهي تتنوع بين قضايا من البديهي أن يهتم بها كقضايا الصحة والتعليم وبالذات الجامعي، وقضايا من المنطقي أن يهتم بها كمواطن مهموم بمعاناة بني وطنه كقضايا ارتفاع الأسعار وصعوبات الحياة اليومية والفساد، وقضايا تنبع من كونه مثقفًا لابد وأن يُعنى بالثقافة والفن ودورهما المجتمعي، ناهيك بالقضايا العامة الكبرى المرتبطة بأمن مصر والعرب، كما يتبدى في اهتمامه على سبيل المثال بالقضية الفلسطينية والممارسات الإسرائيلية تجاهها.

غير أن القارئ قد يُفاجأ عندما يجده متابعًا لقضايا الرياضة وحريصًا على جودتها ومتابعًا لمظاهر الفساد في بعض الممارسات الرياضية، ومن ناحية ثالثة فإن كل من يتابع كتابات هذا الصديق العزيز يلاحظ تأثرها البالغ بنهجه الأكاديمي، فتناوله لأي مشكلة يبدأ عادة بوصف بالغ الدقة لها ولجذورها، بحيث أن قارئ مقالاته يكون مهيأً للتفاعل مع ما يكتب حتى وإن لم يكن على دراية بالموضوع أصلًا، وبعد الوصف الدقيق للمشكلة يأتي تشريح أبعادها وتحليل أسبابها، مختتمًا باقتراح الحلول، فهو لا يكتب بالفعل لمجرد الانتقاد لفرد أو مؤسسة أو سياسة ما، وإنما لتسليط الضوء على خلل بغرض البحث عما يعالج هذا الخلل».

د. أحمد يوسف أحمد