Maht 150 lehekülge
فتاة وبحيرتان
Raamatust
«بعد منتصف الليل يلهث صيادو قريتي الساحلية الصغيرة، الواقعة على آخر نقطة بخريطة الدلتا في مصر على شاطئ البحر المتوسط، على بحيرتنا الواسعة الثرية. تجري خلفهم نساؤهم تحملن معهن مؤونتهم من طعام بسيط يكفيهم مدة غيابهم، مع شباك الغزل التي يستخدمونها لاصطياد الأسماك التي تختلف نوعيتها وكمية صيدها حسب حجم قواربهم ومسافة إبحارهم ونوع شباكهم ومدة مكوثهم في البحر أو البحيرة. فهناك من يمكث يومًا، وهناك من يمكث أسبوعًا، لذلك يحملون معهم مؤونتهم حسب احتياج غيابهم المقرر مسبقًا. من طعام بسيط أو ملابس أو وقود لوابور الجاز المحمول معهم في نفس الطشت الألومنيوم الصغير، مع بقية المستلزمات الكافية لاحتياجات الرجال حتى عودتهم، غالبًا مع اقتراب أذان العصر، معهم حصيلتهم من رزق الصيد لتوزيعها على حلقات السمك، أو تأخذها النساء للسوق في نفس الطشت الصغير لبيعها.
رغم أن حياتي الآن ومنذ سنوات طويلة في جنيف بسويسرا، ما زلت يوميًا أحلم بهم وبمشاهد أخرى لطفولتي، حاملة السيادة على ذاكرتي ووعيي، في صحوي ومنامي».
كيف سارت الحياة بـ«نداءـ» من قريتها الواقعة على أطراف الدلتا في مصر إلى سويسرا؟..
معًا نقطع الرحلة بصحبة الروائية أماني القصاص في روايتها الأولى «فتاة وبحيرتان».